الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالمحبة التي تدوم وتنفع هي المحبة في الله، سواء كانت قبل الزواج أم بعده، قال تعالى: الأَخِلاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلا الْمُتَّقِينَ {الزخرف: 67}.
قال ابن كثير -رحمه الله-: أَيْ: كُلُّ صَدَاقَةٍ وَصَحَابَةٍ لِغَيْرِ اللَّهِ، فَإِنَّهَا تَنْقَلِبُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَدَاوَةً إِلَّا مَا كَانَ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَإِنَّهُ دَائِمٌ بِدَوَامِهِ.
ومن أحبّ امرأة وتعلّق قلبه بها، فدواء ذلك أن يتزوجها إن أمكنه، فعن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لم نر للمتحابين مثل النكاح. رواه ابن ماجه.
وفي الإنصاف للمرداوي ـ رحمه الله: قال ابن الجوزي: ومن ابتلي بالهوى، فأراد التزوج، فليجتهد في نكاح التي ابتلي بها، إن صح ذلك وجاز.
وإذا كان قد حصل بينهما شيء محرم من النظر، وغيره، فعليهما التوبة إلى الله، فإن تابا فإن التوبة تمحو ما قبلها، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، وراجع الفتوى رقم: 330391.
والله أعلم.