الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله لك الشفاء، والعافية، ثم اعلمي أنه لا علاج لهذه الوساوس سوى تجاهلها، والإعراض عنها، فاقطعي، واجزمي بأنك على الإسلام، والحمد لله، وأنك لا تخرجين منه بمجرد هذه الوساوس والشكوك، ولا تجددي إسلامك، ولا تتوبي من الكفر مهما وسوس لك الشيطان أنك ارتكبت ما يوجب الكفر، واعلمي أن من ارتكب ما يكفر به جاهلًا، لم يكن بذلك كافرًا، ما لم تقم عليه الحجة، والخطأ والتأويل كذلك مما يعذر به الشخص، ولا يكفر الشخص حتى ينشرح صدره بالكفر، كما قال تعالى: وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ {النحل:106}.
فجواب كل أسئلتك يتلخص في طرح هذه الوساوس، والإعراض عنها، وتجاهلها تمامًا، وعدم الاسترسال معها بحال.
واقرئي القرآن بصورة عادية طبيعية، غير متكلفة، واحرصي على فهم معانيه بمطالعة الكتب السهلة، كتفسير السعدي، وتفسير الجزائري، ونحوهما.
وتعوذي بالله من الشيطان، وأقبلي على عبادتك وطاعتك، غير مبالية بشيء من الوساوس، ولا تتضجري من التوبة؛ لأن التوبة لا تلزمك أصلًا، فإنك لم تقترفي ما يوجبها، وإن كانت التوبة مطلوبة من المسلم في كل وقت من جميع الذنوب، بيد أن حديثنا عن التوبة من الكفر والتي أرهقتك، وقضّت مضجعك.
ولا تتوهمي في الكلام الذي تقولينه أنه كفر، بل تحدثي بصورة عادية؛ فإن الشيطان هو الذي يلبس عليك، ويوهمك أن ما تقولينه كفر، وأنت -بحمد الله- قوية الإيمان، ثابتة العقيدة، فدعي عنك تلك الأوهام، ولا تعيريها اهتمامًا.
ولو راجعت أحد الأطباء الثقات، كان ذلك حسنًا، كما يمكنك الاستفادة من قسم الاستشارات بموقعنا.
والله أعلم.