الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالواجب إحسان الظن بالمسلمين، وحمل ما يظهر من أقوالهم وأفعالهم على أحسن الوجوه، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ {الحجرات: 12}.
والأصل أننا نأخذ الناس بظواهرهم، ونكل سرائرهم إلى الله تعالى، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنِّي لَمْ أُومَرْ أَنْ أَنْقُبَ عَنْ قُلُوبِ النَّاسِ وَلَا أَشُقَّ بُطُونَهُمْ. متفق عليه.
وعليه، فالواجب عليك أن تحسن الظنّ بهذا الرجل، ولا تتهمه بتعلم الدين لأغراض دنيوية، لكن لا مانع من النصيحة والتذكير بأهمية إخلاص الأعمال كلها لله تعالى، والحرص على أن تكون الغاية العظمى من العلم والعمل مرضاة الله تعالى.
أمّا بخصوص مكالمة الرجل للمرأة عن طريق الهاتف أو غيره، فهذا باب فتنة وذريعة فساد، ولو كان الكلام في أمور الدين ومسائل العلم الشرعي، فقد يكون ذلك استدراجاً من الشيطان، والتهاون في هذه الأمور يؤدي إلى عواقب وخيمة؛ ولذلك نص الفقهاء على المنع من مكالمة الأجنبية دون حاجة، قال العلّامة الخادمي ـ رحمه الله ـ في كتابه: بريقة محمودية ـ وهو حنفي: التكلم مع الشابة الأجنبية لا يجوز بلا حاجة، لأنه مظنة الفتنة. اهـ
فانصح صديقك بترك مكالمة الفتاة لغير حاجة، وإذا كان راغباً في زواجها فليبادر بالزواج إن أمكنه، وإلا فلينصرف عنها ويبحث عن غيرها من الصالحات.
والله أعلم.