الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهذه المسألة من مسائل الخلاف القديم بين العلماء، وقد ناقشناها وبينا أدلة الفريقين المختلفين مرارا، فبجملة الأحاديث الأولى استدل من يكفره كفرا ناقلا عن الملة، وهو مروي عن أحمد وإسحق وجماعة من السلف، ثم اختلف من يرى كفره هل يكفر بترك صلاة واحدة أو بترك صلاتين أو أكثر من ذلك، أو لا يكفر إلا إذا ترك الصلاة تركا كليا ـ وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية، كما يرجحه من المعاصرين الشيخ ابن عثيمين ـ وهل يكفر بمجرد الترك أو لا بد من دعوته من قبل الإمام كما هو مذهب الحنابلة، وأما الجمهور: فحملوا هذه الأحاديث على التغليظ، وأن تارك الصلاة لا يخرج من الملة، وأنه من جملة أهل الإسلام فيصلى عليه إذا مات وترجى له المغفرة ويكون تحت مشيئة الرب تعالى، ولمزيد التفصيل والاطلاع على كلام العلماء انظر الفتوى رقم: 130853.
والعامي يقلد من يثق بعلمه وورعه من أهل العلم، فإذا قلدت الجمهور القائلين بعدم كفره واعتبرته من جملة العصاة، فلا تثريب عليك، وانظر الفتوى رقم: 169801.
والله أعلم.