الإجابــة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا شك أن الربا كبيرة من كبائر الذنوب، وعلى من تورط فيه أن يبا در بالتوبة النصوح إلى الله تعالى، ويحاول التخلص منه بكل وسيلة ممكنة، فإذا استطعت أن تفسخ العملية من أصلها وترد إلى المصرف رأس ماله فقط الذي اقترضته منه دون دفع فوائد الربا، فهذا هو الواجب على من وُفق للتوبة من الربا، قال الله تعالى: وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لا تَظْلِمُو نَ وَلا تُظْلَمُونَ. [البقرة:279]، وإذا لم تستطع وكان الامتناع عن دفع الف وائد يسبب لك أضراراً فلك أن تدفع إليهم الفوائد دفعاً للضرر.
وبذلك مع التوبة النصوح يرتفع الإثم -إن شاء الله تعالى- بل إن ا لله تعالى يبدل سيئات التائبين حسنات.
قال الله تعالى: إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ هِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً. [الفرقان:70].
أما الربا فهو الزيادة المأخوذة في غير مقابل، ويترتب الإثم على آكل الربا وموكله وكاتبه والشاهد عليه؛ كما جاء في صحيح مسلم من حديث جابر رضي الله عنه قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم آكل الربا وم وكله وكاتبه وشاهديه وقال: هم سواء.، وبهذا يتبين للسائل أن الإثم يتعلق بال عقد الربوي والرضا به، ولا يقتصرعلى دفع الفوائد أو أكله، ولمزيد من الفائدة نرجو ا لاطلاع على الفتوى رقم:
15430
والله أعلم.