الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنقول في البدء: إن الواجب على من وقع في الزنا المبادرة إلى التوبة النصوح، وهي التي استجمعت شروطا بيناها في الفتوى رقم: 29785.
فإذا توفرت صحت التوبة، ولا تأثير لأمر العدة على صحتها، والفتاوى التي أشرت إليها بينت أن العدة تكون من آخر وطء، وأنها لا تتعدد بتعدد الوطء في الزنا، بل ولا بتعدد الواطئ.
وأمر العدة هين ولا يدعو لكل هذا القلق، فلو أخذنا بأشد هذه الأقوال وهو أن عدة الزانية ثلاث حيضات فبمضي سنة من آخر وطء تكون العدة قد انقضت في الغالب، وعلى فرض عدم سقوط العدة فكل ما ذكرت من الخروج أثناء العدة أو التفكير بالخيالات الجنسية، أو رؤية بعض أقاربك لك، أو رؤيتك من زنى بك، لا يؤثر على العدة، فدعي عنك الوساوس واستأنفي حياتك كأن شيئا لم يكن، والزواج من الخير الذي ينبغي المبادرة إليه، فالله عز وجل يقول: فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ {البقرة:148}.
ففيه تسكن النفس ويهدأ البال، ويكون العفاف وحفظ الفرج، إلى غير ذلك من المصالح العظيمة، هذا مع العلم بأنه يجوز للمرأة البحث عن الأزواج في حدود الآداب الشرعية والاستعانة في ذلك بالثقات، وانظري الفتوى رقم: 18430.
والله أعلم.