الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالذي يظهر أن ما أصاب هذه المرأة لا يعدو أن يكون مجرد وساوس وخطرات، وأنه لم يصل إلى درجة الشك المستقر في القلب، فإن ما وصف من حالها يشعر بأنها كانت كارهة لهذه الأفكار نافرة منها، وكراهتها لتلك الأفكار ونفورها منها دليل على صحة إيمانها، فلتطمئن هذه المرأة قلبا، ولتعلم أنها على الملة لم تزل وأنها لم تخرج من الدين بحمد الله، وأن أعمالها لم تحبط، ولتجاهد نفسها في دفع هذه الوساوس عنها، ولتعلم أنها على خير ما دامت تجاهد تلك الوساوس وتسعى في التخلص منها، ولتنظر الفتوى رقم: 147101.
والغسل ليس شرطا في صحة التوبة من الردة، ولا يجب إلا على من ارتكب حال ردته ما يوجب الغسل على الراجح، ولتنظر الفتوى رقم: 147945.
ونسأل الله لهذه المرأة الشفاء والعافية وأن يرزقها ما تقر به عينها، ونكرر نصحها بضرورة مدافعة الوساوس والإعراض عنها وتجاهلها، فإن الاسترسال مع الوساوس خاصة في هذا الباب مفض إلى شر عظيم.
والله أعلم.