الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فحفلات الأعراس التي يختلط فيها النساء بالرجال الأجانب، أو التي تشتمل على موسيقى محرمة، وأغان ماجنة، غير جائزة، واعتراضك على إقامة حفل كهذا ليس من التشدد، والجمود، ولكنه من التمسك الواجب بالشرع، ومن الغيرة المحمودة، فلا يجوز لك مطاوعتهم على هذا المنكر، ولو أدى الأمر إلى فسخ الخطبة، وراجع الفتوى رقم: 111143.
أمّا إذا كان الرجال في قاعة والنساء في قاعة أخرى منفصلة عنها، ولم يشتمل الحفل على موسيقى محرمة، وأغان ماجنة، فهذا لا مانع منه.
واعلم أنّ الغناء في العرس ليس ممنوعًا على الإطلاق، بل هو مشروع إذا لم يشتمل على محرّم، كما يشرع الضرب بالدفوف في الأعراس، قال ابن قدامة صاحب الشرح الكبير:.. وقال أحمد: يستحب أن يظهر النكاح، ويضرب عليه بالدف؛ حتى يشتهر ويعرف، قيل له: ما الدف؟ قال: هذا الدف، وقال: لا بأس بالغزل في العرس، كقول النبي صلى الله عليه وسلم للأنصار: أتيناكم أتيناكم * فحيونا نحييكم.
والله أعلم.