الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: إذا أنفق الرجل على أهله يحتسبها، فهو له صدقة. رواه البخاري.
وقال معاذ رضي الله عنه: أحتسب في نومتي ما أحتسب في قومتي.
قال الحافظ: معناه أن يطلب الثواب في الراحة كما يطلبه في التعب، لأن الراحة إذا قصد بها الإعانة على العبادة حصل الثواب.
فأصحاب الهمم العالية والفقه في الدين يحولون أعمالهم العادية إلى عبادة يجدون ثوابها في ميزان حسناتهم، وذلك بالنية الصالحة، ولكن الثواب على كل الأعمال العادية لا يحصل بمجرد نية واحدة لكل ما يقوم به العبد من الأعمال، بل يشرط لذلك أن ينوي عند كل عمل يقوم به، كما ينوي عند كل عبادة عند يريد أداءها، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: إنما الأعمال بالنيات... الحديث متفق عليه.
والمحافظة على استحضار النية الصالحة عند كل عمل عادي يقوم به العبد أمر صعب، لا يحافظ عليه أو لا يستحضره كثير من الناس، ولكنه يسير على من يسره الله عليه، فقد يصعب في البداية، ومع الوقت وقوة الاهتمام به والتعود عليه يكون سهلا ـ إن شاء الله تعالى ـ نسأل الله لنا ولك التوفيق، وللمزيد من الفائدة انظري الفتويين رقم: 268249، ورقم: 298645، وما أحيل عليه فيهما.
والله أعلم.