الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يشرح صدرك وينور قلبك ويأخذ بناصيتك إلى الهداية والاستقامة، ثم اعلمي أن باب التوبة مفتوح لا يغلق في وجه أحد حتى تطلع الشمس من مغربها، ومهما تكرر منك الذنب فتوبي وارجعي إلى ربك، ولا تملي ولا تيأسي فإن الله لا يزال يغفر للعبد ما استغفره، وإياك أن يقنطك الشيطان من رحمة الله، بل مهما وقع منك هذا الذنب وتكرر، فعالجيه بالتوبة وإن تكرر مرات، ثم جاهدي نفسك حتى تتخلصي منه تماما، واستعيني على ذلك بكثرة ذكر الله تعالى ولزوم دعائه، وتفكري في أسمائه وصفاته، واستحضري نظره إليك واطلاعه عليك، واعلمي يقينا أنه لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء، وتفكري في الموت وأنه قريب، وتفكري فيما بعد الموت من الأهوال العظام والخطوب الجسام، واصحبي الصالحات ممن تعينك صحبتهن على طاعة الله تعالى والقرب منه، وجاهدي نفسك مجاهدة صادقة مستعينة بالله تعالى واثقة به محسنة ظنك به، وهو سبحانه سيعينك ويوفقك، كما قال تعالى: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا {العنكبوت:69}.
فإذا زللت وواقعت الذنب فعودي فتوبي، واستمري هكذا حتى يمن الله عليك بالترك التام لهذه المعصية، نسأل الله أن يرزقنا وإياك التوبة النصوح.
والله أعلم.