الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كان الأمر الذي حصل لك هو مجرد التردد في قطع نية الصوم, فإن صيامك لا يبطل, أما إذا جزمت بقطع النية, فإن صيامك قد بطل, وقد ذكرت أنك قد قضيت يوما مكان اليوم الذي بطل صيامه, وهذا يكفيك, وراجعي الفتويين رقم: 141223, ورقم: 117282.
وبخصوص نية الصيام, فلا يشترط فيها التلفظ باللسان, بل محلها القلب, فإذا تسحر الإنسان ليصوم, فقد نوى, وإذا خطر بباله أنه صائم غدا, فقد نوى. وبالتالي، فالظاهر أنك كنت تأتين بنية الصيام المجزئة, ولا يلزمك القضاء, جاء في فتاوى جلسات رمضانية للشيخ ابن عثيمين: ثم إن الإنسان إذا قام في آخر الليل، وقرَّب الأكل وأكل وشرب ناوٍ أو غير ناوٍ؟ ناوٍ لو قيل له: صم ولا تنوِ الصيام، يستطيع أو لا يستطيع؟ لا يستطيع، كما قال بعض العلماء: لو كلفنا الله عملاً بلا نية لكان من تكليف ما لا يطاق، صحيح! لو أن الله قال: يا عبادي! اعملوا ولا تنووا، لا نطيق، كيف نعمل ونحن نعمل باختيارنا ولا ننوي؟ ما من إنسان يفعل باختياره إلا وهو ناوٍ, لكن مسألة أن الإنسان يقوم في آخر الليل ويتسحر معروف أنه ناوٍ. انتهى.
وجاء في الاختيارات لشيخ الإسلام ابن تيمية: ومن خطر بقلبه أنه صائم غداً، فقد نوى. انتهى.
ونحذرك من الوساوس في هذا الباب، وراجعي الفتوى رقم: 177943.
والله أعلم.