الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد قال الله تبارك وتعالى: ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ [الأعراف:55].
فينبغي لمن أراد الدعاء أن يكون خاشعاً متضرعاً يدعو بصوت خافت يسمع نفسه دون تكلف، كما قال الله تعالى عن نبيه زكريا -عليه السلام-: إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيّاً [مريم:3].
وفي الصحيحين واللفظ للبخاري أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال للصحابة لما سمعهم ارتفعت أصواتهم بالتهليل والتكبير قال لهم: يا أيها الناس اربعوا على أنفسكم، فإنكم لا تدعون أصم ولا غائباً، إنه معكم إنه سميع قريب، تبارك اسمه وتعالى جده.
وعلى هذا؛ فلا ينبغي رفع الصوت بالدعاء والذكر أثناء السعي أو في الطواف أو في غير ذلك من الأماكن. إلا ما جاء في رفع الصوت بالتلبية في الحج فقد روى الترمذي وغيره أن النبي -صلى الله عليه وسلم- سئل: أي الحج أفضل؟ قال: العَجُّ والثّجُّ. والعج هو رفع الصوت بالتلبية، والثج: سيلان دم الهدي والأضاحي.
والحاصل: أن الداعي في الطواف أو السعي لا ينبغي له أن يرفع صوته إلى درجة تخرجه من الخشوع والسكينة، أو تشوش على غيره.
والله أعلم.