الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا نعلم حديثًا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو أثرًا عن السلف الصالح يدل على الطريقة المذكورة، ولكن قراءة شيء من القرآن بنية الرقية، أو حصول مطلب مباح -كالزواج، وغيره- أمر مشروع، فقد روى مسلم في صحيحه عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ ـ رضي الله عنه ـ قَالَ: كُنَّا نَرْقِي فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ تَرَى فِي ذَلِكَ؟ فَقَالَ: اعْرِضُوا عَلَيَّ رُقَاكُمْ، لَا بَأْسَ بِالرُّقَى مَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ شِرْكٌ.
وقال صلى الله عليه وسلم: مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ فَلْيَسْأَلْ اللهَ بِهِ.. الحديث. رواه الترمذي، وغيره، وحسنه الألباني.
وراجع الفتويين رقم: 142197، ورقم: 182941.
فالأصل جواز تلاوة سورة من القرآن، والدعاء بعدها، إلا أن الالتزام بتكرارها بعدد معين، أو في وقت محدد، واعتقاد سنية ذلك لا أصل له، والالتزام بما لم يحدده الشرع يعتبر من البدع الإضافية؛ ولذلك فإن التحديدات المذكورة في الأعداد والوقت يخشى أن تكون داخلة في البدع الإضافية، فقد قال الشاطبي ـ رحمه الله ـ في الاعتصام عند تعريف البدعة: ومنها ـ أي: البدعة الإضافية ـ التزام هيئات العبادات، كهيئة الاجتماع على صوت واحد، ومنها: التزام الكيفيات والهيئات المعينة في أوقات معينة لم يوجد لها ذلك التعيين في الشريعة.
وانظر الفتوى رقم: 99061، لمعرفة ضابط البدعة الإضافية.
والله أعلم.