الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
ففي البداية، نسأل الله تعالى الرحمة والمغفرة لوالدكم, وأن يجعله في الفردوس الأعلى من الجنة، إنه سميع مجيب.
ثم إذا كانت والدتك حاملًا، فإن عدتها تنتهي بوضع الحمل كله؛ قال تعالى: وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ {الطلاق:4}.
وإن لم تكن حاملًا، فعدتها أربعة أشهر وعشرة أيام، قال تعالى: وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا {البقرة:234}.
وحسابُ العدة يكون بالأشهر القمرية ـ سواء كانت مكتملة ثلاثين يومًا، أم تسعة وعشرين ـ إلا أن شهر الوفاة لا بد من تكميله ثلاثين يومًا، إذا كانت الوفاة خلال الشهر؛ كما هو الحال في هذا السؤال.
فإذا كنتم قد تحققتم من وفاة والدكم عند الساعة الثانية من فجر يوم 28 من جمادى الآخرة، من سنة 1437هـ، فإن الزوجة تمكث في عدتها بقية شهر جمادى الآخرة, إضافة إلى رجب, وشعبان, ورمضان, وشوال, وتنتهي العدة في الثامن من شهر ذي القعدة, هذا إذا كان شهر الوفاة مكملا ثلاثين، وإن كان ناقصا، فإن العدة تنتهي في اليوم التاسع من ذي القعدة من هذه السنة.
وتبدأ العدة من اللحظة التي تحققتم فيها من وفاة الأب, وهو الساعة الثانية من فجر الثامن والعشرين، من جمادى الآخرة, فتنتهي العدة في نفس الساعة من اليوم الأخير من العدة, فالأصل أن العدة يتعين الاحتياط في إكمالها حتى يحصل يقين بتمامها. ويشهد لما ذكرنا، ما جاء في الغرر البهية، شرح البهجة الوردية، لزكريا الأنصاري متحدثا عن عدة الوفاة: وتعتبر الأشهر بالأهلة ما أمكن، فإن جهلت استهلال الأهلة لحبس، أو غيره، اعتدت بمائة وثلاثين يوما، أخذا بالأحوط. انتهى.
والله أعلم.