الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فما زال علماء المسلمين المخلصون، قائمين بالنصح الواجب عليهم للحكام، والرعية قديما وحديثا، ومواقف كثير منهم في هذا مشهورة، وكثير من ذلك لا يطلع عليه العامة؛ لكون العالم يراعي المصلحة في النصح بجعله سرا؛ ليكون أرجى في الانتصاح، وأعون على حصول المقصود، والحاصل أنه لا ينبغي إساءة الظن بالعلماء، والزعم بأنهم أطبقوا على ترك الواجب عليهم في النصيحة، وقول كلمة الحق، والله يوفقنا، وسائر المسلمين، لما فيه رضاه.
والله أعلم.