الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالواجب عليك أولا أن تتوب إلى الله مما وقع منك من سب الله تعالى، فإنه كفر مخرج من الملة، ثم عليك أن تدافع هذه الوساوس، وألا تسترسل معها؛ فإن الاسترسال مع هذه الوساوس يفضي إلى شر عظيم، وانظر الفتوى رقم: 51601.
وإذا قضيت حاجتك، فاكتف بصب الماء على موضع النجاسة، حتى يغلب على ظنك زوالها، ويكفي غلبة الظن، ولا يشترط اليقين، وانظر الفتوى رقم: 132194، ولا تُعِد الاستنجاء مرة أخرى، مهما وسوس لك الشيطان أنه قد خرج منك شيء من البول، ولا تستنج إلا إذا تيقنت يقينا جازما، تستطيع أن تحلف عليه، أنه قد خرج منك البول.
وعلى تقدير صحة ما ذكرته من كونك مصابا بالسلس، فإنك تتوضأ للصلاة بعد دخول وقتها، وتصلي بهذا الوضوء ما شئت من الفروض والنوافل حتى يخرج ذلك الوقت، والأمر بحمد الله يسير، ودين الله يسر، لا عسر فيه، ولا مشقة، وانظر لبيان ضابط الإصابة بالسلس، الفتوى رقم: 119395.
وإذا بلغ منك الجهد فيما ذكرت، فلا حرج عليك في العمل بقول المالكية، فإنهم لا يوجبون إزالة النجاسة الخارجة بغير اختيار الشخص، إذا كانت تخرج مرة على الأقل كل يوم، وانظر الفتوى رقم: 75637، وللموسوس أن يترخص بأيسر الأقوال، دفعا للمشقة، ورفعا للحرج، وانظر الفتوى رقم: 181305.
والله أعلم.