الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فيجب عليك أن تبادري بالتوبة النصوح إلى الله تعالى قبل أن يحال بينك وبينها، والتوبة إلى الله معناها الرجوع من المعصية إلى الطاعة، والندم على ما فات، وعقد العزم الجازم على عدم العودة إلى المعصية فيما بقي من العمر، فإذا حصل منك ذلك قبل الله توبتك، وعفا عنك، وأحبك، وبذلك تجدين طعم الإيمان ولذة الطاعة.. قال الله تعالى: وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ {الشورى: 25}. وقال تعالى: إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين {البقرة:222}.
وأما الصلاة التي تركت عمداً، والتي صليت بغير وضوء: فيجب عليك قضاؤها كلها، لأن حكم الصلاة المتروكة عمدا كحكم المنسية عند جمهور العلماء، فتصلينها جميعها إن علمت عددها، وإلا فاحتاطي لها حتى تبرأ ذمتك، ولمعرفة كيفية قضاء الفوائت انظري الفتوى رقم: 26275.
وذهب بعض أهل العلم إلى أن تارك الصلاة عمداً كافر كفراً أكبر مخرجاً من الملة، وإذا عاد إلى الإسلام، فهو غير مطالب بقضائها، لأنه بمثابة داخل في الإسلام من جديد، والواجب عليه هو التوبة إلى الله عز وجل والإكثار من الطاعات والنوافل والأعمال الصالحة لعلها تكفر ما حصل منه، وانظري الفتوى رقم: 12700.
نسأل الله تعالى أن يجعلنا وإياك من التوابين والمتطهرين، ومن الذين هم على صلاتهم دائمون.
والله أعلم.