الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فجزاك الله خيراً على برّك بأمّك، وإحسانك إلى زوجتك، ونسأله تعالى أن يجعل عملك خالصاً لوجهه، وينفعك ببركته في الدنيا والآخرة.
والذي ننصحك به ألا تطلق امرأتك، وأن تتفاهم معها، وتبين لها أنّ من محاسن أخلاق الزوجة، وطيب عشرتها لزوجها، إحسانها إلى أهله، وإعانته على بر والديه، وصلة رحمه، ولا بأس بتوسيط بعض الصالحين من الأقارب أو غيرهم؛ ليكلموها في ذلك، ويحضوها على طاعتك، والرجوع إليك، ومعاونتك على برّ أمّك.
فإن لم يفد ذلك، فاعلم أنّ من حقّ زوجتك أن تمتنع من السكن مع أمّك، أو غيرها، وتطلب مسكناً منفرداً، والمقصود بالمسكن المنفرد أن يكون للزوجة جزء من الدار، مناسب لها، منفصل بمرافقه.
جاء في مجمع الأنهر في شرح ملتقى الأبحر: وفي شرح المختار: ولو كان في الدار بيوت، وأبت أن تسكن مع ضرتها، ومع أحد من أهله، إن خلى لها بيتا، وجعل له مرافق، وغلقا على حدة، ليس لها أن تطلب بيتا آخر. اهـ.
وعليه، فإن أسكنت أمّك معك، وجعلت لزوجتك جزء مستقلا من المسكن، فلا حقّ لها في الامتناع، وإلا كانت ناشزاً، وإذا لم يكن ذلك ممكناً، فلك أن تسكن أمّك في مسكن آخر قريب من مسكنك، بحيث يسهل عليك القيام بشؤونها، ورعايتها على الوجه المطلوب.
وإذا لم يكن ذلك متيسراً، ولم يبق أمامك إلا أن تسكن أمّك معك في مسكنك، ورفضت زوجك الرجوع، فإن كنت تقدر على الزواج بأخرى تقيم معك، وتعينك على رعاية أمّك، فلا مانع من ذلك، ولعل امرأتك لو علمت بعزمك على هذا الأمر، أن تراجع نفسها وترجع إليك، وتحسن إليك وإلى أمّك.
وللفائدة ننصحك بالتواصل مع قسم الاستشارات بموقعنا.
والله أعلم.