الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كنت قد رأيت علامة الطهر ثم اغتسلت وصليت وصمت، فقد فعلت ما وجب عليك، وما رأيته بعد ذلك مما تشكين في كونه دما، فالأصل أنه ليس بدم حيض، إذ لا يثبت عود الحيض بمجرد الشك، بل هذه الإفرازات من الكدرة العادية فيما يظهر والمبين حكمها في الفتوى رقم: 134502.
ومن ثم، فلا تعد هذه الكدرة حيضا، وصومك وصلاتك حال رؤيتها صحيحان، لكن يجب عليك الاستنجاء منها إذا تحققت خروجها ثم الوضوء للصلاة، وانظري الفتوى رقم: 178713.
وعليك أن تعرضي عن الوساوس ولا تبالي بها ولا تعيريها اهتماما، فإن الاسترسال مع الوساوس يفضي إلى شر عظيم. وبما بيناه يتضح جواب أسئلتك، وأن الظاهر كون هذه الإفرازات ليست حيضا، وأن صومك والحال ما ذكر صحيح، وأن الواجب عليك الاستنجاء لخروج هذه الإفرازات والوضوء، وإن كان خروجها مستمرا فإنك تتوضئين لكل صلاة وتصلين بهذا الوضوء ما شئت من الفروض والنوافل حتى يخرج ذلك الوقت.
والله أعلم.