الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن كنت قد تبت من هذا الذنب توبة صحيحة، مستوفية لشروطها وأركانها من الإقلاع عن الذنب، والعزم على عدم معاودته، والندم على فعله. فيرجى أن يعفو الله عنك، ويقبل توبتك، ويقيل عثرتك.
وأما ما يلزمك: فإن كنت جاهلا بكون الاستمناء من المفطرات، فلا قضاء عليك، -على ما نفتي به- وانظر الفتوى رقم: 79032.
وأما إن كنت تعلم كونه من المفطرات -كما هو الظاهر- فعليك أن تقضي جميع ما أفطرته من أيام، سواء التي أكلت فيها، أو التي أمسكت فيها بعد فعل هذا المفطر، وما تشك في فطره، فلا يجب عليك قضاؤه؛ إذ الأصل صحة صومك، والشك في العبادة بعد الفراغ منها لا يؤثر، ولا تلزمك كفارة؛ لأنها لا تلزم -على المفتى به عندنا- إلا في الفطر بالجماع، وانظر الفتوى رقم: 111609.
وأما الاستمناء فإنه محرم، تجب عليك التوبة منه، ومما يعينك على ذلك: الزواج، وشغل نفسك بما ينفعك في دينك ودنياك، ومصاحبة أهل الخير، وتقليل وقت الفراغ عندك، ولزوم ذكر الله تعالى، وكثرة التفكر في أسمائه وصفاته، واستحضار اليوم الآخر، والجنة والنار، نسأل الله أن يمن علينا، وعليك بالتوبة النصوح، وراجع الفتوى رقم: 7170.
والله أعلم.