الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن أكثر أهل العلم على أنه إذا تعارض بر الوالدين في غير معصية ولا يمكن البر بهما معا، فإن طاعة الأم مقدمة على طاعة الأب لأنها تفضله، وذكر بعض أهل العلم عن الليث بن سعد أنه سئل عن هذه المسألة بعينها فقال: أطع أمك فإن لها ثلثي البر. ونقل الحافظ في الفتح عن عياض أنه قال: وذهب الجمهور إلى أن الأم تفضل في البر على الأب. انتهى. وصوبه الحافظ في الفتح، وذكر ذلك عند شرحه لحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أبوك. رواه البخاري ومسلم. فعلى هذا تلزمك طاعة أمك بعدم السفر إلى تلك البلاد، ومما يعضد تقديم قولها كون السفر إلى بلاد الكفر لا يجوز إلا لضرورة، وانظر الفتوى رقم: 22708، والفتوى رقم: 20969، والفتوى رقم: 2007. والله أعلم.