الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يعافيك من كل بلاء، وبخصوص سؤالك: فلا يلزم أن يكون ما يصيبك بسبب ذنب اقترفته، أو دلالة على عدم رضا الله عز وجل عنك، وإن كان ذلك أمرا واردا، لكون كل بني آدم خطاء، فقد يكون ما ينزل بك من البلاء عقوبة على ذنوب وتقصير في حق الله تعالى، فيدعوك هذا للبحث عن تلك الذنوب والتفتيش عنها، والمبادرة بالتوبة منها، وقد يكون ذلك مجرد ابتلاء من الله لرفع درجاتك، وزيادة حسناتك، وقد يكون لغير ذلك، مما بيناه في الفتوى رقم: 284614، ورقم: 231847.
وعلى كل حال، فوظيفتك تجاه هذا البلاء هي: الصبر والتسليم لحكم الله، والرضا بجميع قضائه وقدره، قال تعالى: مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ {التغابن:11}.
قال علقمة: هو العبد تصيبه المصيبة، فيعلم أنها من عند الله، فيرضى ويسلم.
وعليك بالدعاء والتضرع إلى الله تعالى، فهو الذي يكشف الضر عن عباده، ويعفو عن السيئات.
وأما ما أصابك قبل البلوغ من البلاء، فليس عقوبة على ذنب بلا شك؛ لأن القلم لم يكن جرى عليك في هذه الحال، ولكنه لحكم أخرى يعلمها الله تعالى، قد يكون منها ما ذكرت، أو غير ذلك، فالله تعالى حكيم، لا يقدر شيئا إلا لحكمة ومصلحة.
والله أعلم.