الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالحمد لله الذي منّ عليكما بالتوبة إلى الله، والوقوف عند حدوده، والتوفيق لطاعته، فتلك نعمة من أعظم النعم التي تستوجب الشكر، لكن عليكما الحذر من النكوص، واتباع خطوات الشيطان، واسألا الله الثبات، والحفظ من الفتن.
واعلمي أنّ الدعاء إذا استوفى شروطه، وآدابه، المبينة في الفتوى رقم: 32655، كان حرياً بالإجابة.
وعلى كل حال فإنّ الدعاء المشروع نافع للعبد في دنياه وأخراه، فعن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَدْعُو بِدَعْوَةٍ لَيْسَ فِيهَا إِثْمٌ، وَلا قَطِيعَةُ رَحِمٍ، إِلاَّ أعْطَاهُ اللَّهُ بِهَا إِحْدَى ثَلاث: إِمَّا أنْ تُعَجَّلَ لَهُ دَعْوَتُهُ، وَإِمَّا أنْ يَدَّخِرَهَا لَهُ فِي الآخِرَةِ، وَإِمَّا أنْ يَصْرِف عَنْهُ مِنْ السُّوءِ مِثْلَهَا. قَالُوا: إِذًا نُكْثِرُ، قَالَ: اللَّهُ أكْثَرُ. رواه أحمد.
فأبشري خيراً، واعلمي أنّك إذا صبرت، واستقمت على طاعة الله، فلن يضيعك الله، قال تعالى: ".. إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ {يوسف:90}.
ولا حرج عليك أن تدعي الله تعالى أن يرزقك الزواج من هذا الشاب، لكننا لا ننصحك بذلك، بل ادعي الله تعالى أن يرزقك الزوج الصالح الذي تقر به عينك، وتسعدين معه في حياتك، فالمرء يعرف ما يحب، لكنه لا يعرف أين يكون الخير له، قال الله تعالى: وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ {البقرة:216}.
والله أعلم.