الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالحمد لله الذي أعانك، فغلب آمر الخير على آمر الشر، ونسأل الله تعالى أن يرزقك العفة والاستقامة، وطهارة القلب والجوارح من كل سوء ورذيلة.
واعلم أن الواجب عليك غضّ بصرك عن الحرام، ومجاهدة نفسك على ذلك، وإذا وقعت عينك على محرم، فاصرفها عنه على الفور، قال تعالى: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ (النور 30)
وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- لِعَلِي: يَا عَلِي؛ لاَ تُتْبِعِ النَّظْرَةَ النَّظْرَةَ، فَإِنَّ لَكَ الأُولَى، وَلَيْسَتْ لَكَ الآخِرَةُ. رواه أبو داود. وعَنْ جَرِيرٍ قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ نَظْرَةِ الْفَجْأَةِ، فَقَالَ: اصْرِفْ بَصَرَكَ. رواه أبو داود.
واعلم أّن إطلاق البصر إلى النساء بشهوة، من أعظم أسباب الفساد.
قال ابن القيم: وأمر الله تعالى نبيه أن يأمر المؤمنين بغض أبصارهم، وحفظ فروجهم، وأن يعلمهم أنه مشاهد لأعمالهم مطلع عليها، يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور. ولما كان مبدأ ذلك من قبل البصر، جعل الأمر بغضه مقدما على حفظ الفرج؛ فإن الحوادث مبدؤها من النظر، كما أن معظم النار مبدؤها من مستصغر الشرر. الجواب الكافي.
وقال الدهلوي: اعلم أن شهوة الفرج أعظم الشهوات، وأرهقها للقلب، موقعة في مهالك كثيرة، والنظر إلى النساء يهيجها ، .... ........ والشيء إذا عولج قبل تمكنه، زال بأدنى سعي. حجة الله البالغة.
وغض البصر من أنفع الأمور لحفظ الفرج، وصلاح القلب، وراجع في فوائده وثمراته، الفتوى رقم: 78760
وإذا كنت تقدر على الزواج، فبادر به؛ فإنه أنجع علاج، وأقوم سبيل لتحصين الفرج، وغض البصر، وإن كنت غير قادر على الزواج، فاصبر واستعفف، ومما يعينك على ذلك كثرة الصوم، مع حفظ السمع والبصر، والحرص على مصاحبة الصالحين، وشغل الأوقات بالأعمال النافعة، وراجع الفتوى رقم: 23231
والله أعلم.