الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنا نسأل الله لنا ولك العافية مما تعانين منه، وننصحك برقية نفسك، ورقية والديك لك بالرقية الشرعية، وقد بيناها بالفتوى رقم : 80694
وأما الرجل المصر على الكلام معك على الوجه المذكور؛ فعليك بالحذر منه وترك العلاج عنده، والبحث عن غيره من الرقاة المشهود لهم بالصلاح، وهم كثير، فان وجدت راقيا آخر مشهودا له بالاستقامة، واتباع السنة، والبعد عن الدجل؛ فلا حرج في استرقائه، وابتعدي دائما عن الخلوة بالراقي، فإن الخلوة بالأجنبي الراقي أو الطبيب لا تجوز، كما لا يجوز الاسترسال معهم في الحديث عن الأمور الجنسية، وإنما يكون الحديث في المعروف من دون ترخيم للصوت، ولا خضوع بالقول؛ كما قال تعالى : فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا {الأحزاب:32}
ولذلك نجد أن القرآن لا ينهى عن الفواحش فقط، وإنما ينهى عن قربانها، كما قال تعالى: وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ { الأنعام: 151}.
قال السعدي: النهي عن قربان الفواحش أبلغ من النهي عن مجرد فعلها، فإنه يتناول النهي عن مقدماتها ووسائلها الموصلة إليها. اهـ.
وراجعي للفائدة الفتوى رقم : 128481.
والله أعلم.