الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقد تمكن منك الوسواس تمكنا عظيما، ولا بد لك من القيام بمعالجته، وإلا أفضى بك الاسترسال مع هذه الوساوس إلى شر عظيم، فعليك كلما عرضت لك الوساوس أن تتجاهليها، وتعرضي عنها ولا تبالي بها، وتعيشي حياتك بصورة طبيعية، واعلمي أن هذا هو ما شرعه الله لك، وأمرك به.
فأما الصيام فلا يلزمك قضاء شيء من الأيام، إذا كان الأمر كما ذكرت؛ لأن الأصل صحة صومك، ولا يبطل بمجرد هذه الوساوس.
وأما ما يقع لك من الوسوسة في باب الإيمان، فأعرضي عنه، واعلمي أنك بحمد الله على الإسلام، لا تخرجين منه بمجرد هذه الخواطر، واستثقالك لبعض العبادات لا يعد بغضا لها، ولا يخرجك من الملة، وما يقع في قلبك من الخواطر والأوهام، والشكوك في وجود الله، والجنة والنار ونحو ذلك، مما لا يؤثر في صحة إيمانك ما دمت كارهة له، نافرة منه.
فعليك أن تدافعي هذه الوساوس، وألا تعيريها اهتماما، واعلمي أنك مأجورة على مدافعة هذه الوساوس والسعي في التخلص منها، وانظري الفتوى رقم: 147101.
ونحن نرى أنك بإذن الله تعالى محبة لشرع الله، غير مبغضة لشيء منه، فدعي عنك وسوسة الشيطان، وتلبيسه لئلا تفسد عليك حياتك، ويتنغص عيشك.
والله أعلم.