الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهذه الآية تحرّم على الأبناء منكوحة الآباء; كما هو واضح. وقد نزلت بسبب ما كان عليه أهل الجاهلية من نكاح أزواج الآباء، قال الطبري – رحمه الله- : " قد ذكر أن هذه الآية نزلت في قوم كانوا يَخْلُفُون على حلائل آبائهم، فجاء الإسلام وهم على ذلك، فحرّم الله تبارك وتعالى عليهم المُقام عليهن، وعفا لهم عما كان سلف منهم في جاهليتهم وشِرْكهم من فعل ذلك، لم يؤاخذهم به، إن هم اتقوا الله في إسلامهم وأطاعوه فيه" تفسير الطبري (8/ 132)
أمّا قوله تعالى : "من النساء" بياناً لقوله : "ما نكح آباؤكم" فقيل إنّ فائدته التعميم فلا يقتصر التحريم على الزوجات؛ ولكن يعم الإماء، فتحرم زوجة الأب ومن نكحها بملك اليمين، قال البقاعي –رحمه الله- : " وبيّن {ما} بقوله: {من النساء} أي سواء كانت إماء أو لا، بنكاح أو ملك يمين" نظم الدرر في تناسب الآيات والسور (5/ 227).
والله أعلم.