الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنصيحتنا لهذا الشخص أولا هي أن يتوكل على الله، ويفوض أمره إليه، ويعلم أنه لا يضر ولا ينفع على الحقيقة إلا هو سبحانه وتعالى، فليعتصم بالله وليلجأ إليه؛ فإنه من يتوكل على الله فهو حسبه، وإذا صدق هذا الشخص في توكله على الله تعالى، فإن الله سيكفيه شر هؤلاء الناس بفضله ومنته، سواء أقام في بلده، أو هاجر منها.
وأما ما عليه من الصلوات الفائتة: فإن كانت متروكة عمدا، ففي وجوب قضائها خلاف، مبين في الفتوى رقم: 128781.
فإذا أراد قضاء تلك الصلوات، عملا بقول من يوجب ذلك، فليبادر بهذا الأمر، وليكن قضاؤه بما لا يضر ببدنه، أو بمعيشة يحتاجها، على ما هو مبين في الفتوى رقم: 70806.
وأما هجرته من بلده، فلا حرج عليه فيها إن علم أو غلب على ظنه أن في ذلك مصلحة دينية، أو دنيوية له، ولا تعارض بين الأمرين حتى يطلب الترجيح بينهما، فإنه مطالب سواء هاجر أو أقام، بقضاء ما يتيسر من الصلوات، بما لا يضر ببدنه أو بمعيشته، وأما أمر الهجرة فمرد النظر فيه إليه فإنه أدرى بمصلحة نفسه، وما يعود عليها بالنفع في دينه ودنياه، وليستخر ربه تعالى قبل كل خطوة يخطوها، وليستشر ذوي الرأي والناصحين له من أهله وقرابته، وأصدقائه ممن هم أخبر بحاله، وأدرى بما يصلح له.
والله أعلم.