الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فعليك أن تتوبي إلى الله توبة نصوحًا من كل ما تلمين به من الذنوب، واعلمي أن استغفارك من غير توبة، لا يستلزم المغفرة، بل أنت -والحال هذه- تحت المشيئة، إن شاء الله عفا عنك، وإن شاء عاقبك بذنبك، وراجعي الفتوى رقم: 123668.
وأما إكثارك من الحسنات، فهو أمر حسن محمود، وهذه الحسنات يرجى أن تكون مذهبة للسيئات -بإذن الله-، كما قال تعالى: إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ {هود:114}.
على أننا نحذرك من الاسترسال مع المعاصي، فإنها قد توبق صاحبها -والعياذ بالله- فلا تقوى الحسنات على محوها، وقد يكون ما تظنينه صغيرًا من الذنوب كبيرًا، وأنت لا تشعرين، مصداق قول الله تعالى: وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ {النور:15}.
فبادري بالتوبة النصوح، فهذا خير لك، وأحمد عاقبة.
وأما الدعاء، فعليك أن تجتهدي فيه، ومن آدابه أن تكوني موقنة بالإجابة، فاطرحي عنك كل وسواس يخالف هذا، وأيقني بإجابة الله دعاءك، وأن الإجابة لا تنحصر في حصول المطلوب، بل قد تكون في صورة ثواب مدخر يوم القيامة، أو قد يصرف الله عنك من السوء مثل ما دعوت به، بحسب ما تقتضيه حكمته تعالى، وراجعي الفتويين: 9554، 317611.
وأما الأظفار: فالمستحب أن يقص ما طال عن اللحم منها، قال ابن دقيق العيد في شرح عمدة الأحكام: تقليم الأظفار قطع ما طال عن اللحم منها ... وفي ذلك معنيان:
أحدهما: تحسين الهيئة والزينة، وإزالة القباحة من طول الأظفار.
والثاني: أنه أقرب إلى تحصيل الطهارة الشرعية على أكمل الوجوه؛ لما عساه يحصل تحتها من الوسخ المانع من وصول الماء إلى البشرة ... اهـ.
والله أعلم.