الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنصر الله العبد على عدوه الظالم له، نعمة تستحق الشكر، والنعم قد تكون استدراجاً للعبد، وذلك إذا كان العبد متمادياً في المعصية، مغتراً بحلم الله وإمهاله، فقد روى الإمام أحمد في مسنده عن عقبة بن عامر -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا رأيت الله يعطي العبد من الدنيا على معاصيه ما يحب، فإنما هو استدراج، ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم: فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ.
أمّا إذا تاب العاصي، وشكر الله على النعمة، فلا تكون استدراجاً، فهذا هو معيار كون النعمة استدراجاً أم لا.
والله أعلم.