الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فما رأيته من صفرة بعد رؤية الطهر بالجفوف، لا يعد حيضا؛ لأن الصفرة والكدرة لا تعدان حيضا، ما لم تكونا في زمن العادة، إلا إذا اتصلتا بالدم، وانظري الفتوى رقم: 134502.
وعلى هذا؛ فصومك هذين اليومين صحيح، ولا يجب عليك قضاؤهما، وهذه الصفرة نجسة، يجب الاستنجاء منها حيث لم تعد حيضا، وليست كالإفرازات العادية المحكوم بطهارتها، وانظري الفتوى رقم: 178713.
والقصة البيضاء: ماء أبيض كالجص، يعرف به النساء انقضاء الحيض، ويمكن أن تعرف المرأة طهرها بالجفوف، أو بالقصة البيضاء، وأي العلامتين رأت أولا، فقد حكم بطهارتها، ووجب عليها أن تغتسل، وانظري الفتوى رقم: 118817، ورقم: 147489.
وإذا رأيت الدم، وشككت في وقت خروجه، فإنه يضاف إلى أقرب زمن يحتمل خروجه فيه، وانظري الفتوى رقم: 166109.
وإذا رأيت دما في زمن إمكان الحيض، فإنه يعد حيضا، يجب عليك أن تغتسلي بعد انقطاعه، على ما نفتي به، وانظري الفتوى رقم: 118286، ورقم: 100680.
ولا يجب عليك التفتيش، ولا البحث هل خرج منك شيء أم لا؟ بل يكفيك العمل بالأصل، وهو عدم خروج شيء حتى تتحققي خلاف ذلك، وإذا كنت حائضا وشككت في حصول الطهر، فالأصل بقاء الحيض، وإذا كنت طاهرا وشككت في رؤية الدم، فالأصل بقاء الطهر.
ولك أن تصومي القضاء وغيره كالتطوع بمجرد رؤية الطهر، واليومان اللذان قضيتهما قبل رؤية الإفرازات الحمراء، صومهما صحيح.
فاطرحي الشكوك، ولا تلتفتي إليها ولا تبالي بها، ومن الواضح أنك مصابة بشيء من الوسوسة، ومن ثم فنصيحتنا لك هي أن تعرضي عن الوساوس، وألا تلتفتي إليها؛ فإن الاسترسال مع الوساوس يفضي إلى شر عظيم.و
الله أعلم.