الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه، أما بعد:
فالكلمات التي ليست عربيةً -سواء بالفرنسية أو غيرها- إن كان يمكن الاستغناء عن التحدث بها، واستعمال العربية بدلها بكلمات سهلة يفهمها العامي المُخَاطب، فهذا لا شك أنه الأفضل، وإن كان لا يمكن الاستغناء عنها، واستبدالها بالعربية؛ لضعف لغة المتكلم، أو لكون المخاطب لا يفهم بدلها بالعربية، فلا حرج في استعمالها.
سئل العلامة محمد الصالح العثيمين -رحمه الله- عن إدخال الكلمات الأجنبية في الكلام العربي.
فأجاب بما نصه: إن المسلم ينبغي له ألا يتكلم بغير العربية، إلا إذا دعت الحاجة إلى ذلك، ككون الشيء معروفاً باسمه غير العربي، أو كون الخاطب لا يفهم من اللغة العربية إلا قليلاً، فإن هذا لا بأس به، أما إذا كان الإنسان عربياً، وهذا الشيء الذي تحدث عنه له اسم في اللغة العربية، فلا ينبغي له أن يأتي بشيء آخر من اللغات الأخرى؛ لأن أفضل اللغة وأتمها، وأحسنها هي اللغة العربية، ولهذا نزل القرآن باللغة العربية، وهو أفضل الكتب التي أنزلها الله على رسوله، وكان أيضاً لسان آخر الأنبياء، وخاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم، اللسان العربي، وهو دليل واضح على فضيلة اللغة العربية. اهــ من فتاوى علماء البلد الحرام.
وقال في التحدث مع العوام بالعربية: يتكلم عند العامة في غرائب اللغة العربية إما رياء، ليقول الناس ما أعلمه باللغة العربية، أو لغير ذلك، فالإنسان ينبغي أن يكون كلامه ككلام الناس، الكلام الذي يفهم حتى وإن كان بالعامية، ما دام يخاطب العوام، أما إذا كان يخاطب طلبة علم، وفي مجلس التعلم، فهنا ينبغي أن يكون كلامه بما يقدر عليه من اللغة العربية. اهـ.
وانظر للفائدة، الفتوى رقم: 137271.
والله تعالى أعلم.