الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمن حقّك عند جماهير أهل العلم مطالبة أبيك بالدين الذي عليه لك، والواجب عليه أن يدفعه لك في الحال ما دام موسراً، لكن الأولى أن تصبر عليه ما لم يكن عليك ضرر. وراجع الفتوى رقم : 69358.
هذا إذا كنت رشيدا. وإذا طرأ عليك السفه فالذي يحجر عليك هو الحاكم، قال البهوتي –رحمه الله- : " ومن فك عنه الحجر فسفه، أعيد عليه، ولا ينظر في ماله إلا الحاكم" الروض المربع شرح زاد المستقنع (ص: 391)
واعلم أنّ على الوالد أن يسوي بين أولاده في العطية، وأمّا النفقة فلا تجب التسوية فيها بينهم، ولكن ينفق على كل منهم حسب حاجته. وراجع الفتوى رقم : 228820.
وعلى كل حال، فإن عليك بر أبيك والإحسان إليه مهما كان حاله، فإنّ حقّ الأب عظيم، وبرّه من أفضل القربات، فعن أبي الدرداء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الوالد أوسط أبواب الجنة، فإن شئت فأضع هذا الباب أو احفظه" رواه ابن ماجه والترمذي.
والله أعلم.