الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى لنا ولك التقوى، والعفاف، والغنى، والعافية في الدين والدنيا والآخرة.
وإننا لنعجب من كونك اخترت هذا الدعاء دون أن تدعو الله تعالى بما هو خير منه مثل ما دعونا لك، هل تظن أن الله تعالى أيسر عليه أن يستجيب لما تريد أن تدعو به؟ أم هي غفلة منك، وعدم تركيز في التفكير بسبب وضعك الذي ذكرت؟ على كل حال، فدعاؤك بقطع شهوة النساء وما يترتب على ذلك - لو حصل - من الاستغناء عن مجاهدة النفس وترك الزواج وعدم حصول الذرية، كل ذلك مخالف لمقاصد الشريعة ولسنن المرسلين، ، ونخشى أن يكون من الاعتداء في الدعاء. وراجع الفتوى رقم : 23425.
والمشروع أن تدعو الله بأن يعصمك من الفتن، ويصرف عنك شرها، كما قال تعالى عن نبيه يوسف -عليه السلام- : قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ {يوسف:33} وعليك أن تراجع الفتاوى التالية أرقامها: 72509 // 77980 // 164945 // 165189 .
والواجب عليك المبادرة بالتوبة إلى الله من الاستمناء والنظر الحرام، واحذر أن يخذّلك الشيطان، ويوقع اليأس في قلبك، ويصرفك عن الخير، ويستزلّك بسبب ما وقعت فيه، وما أنت فيه من الحزن والندم هو دليل صدق وعلامة خير، فينبغي عليك أن تُقبل على الله، وتعلم أنّ العبد لا حول له ولا قوة إلا بالله، فلا يوفق العبد للطاعة ولا يصرف عن المعصية إلا بتوفيق الله ومعونته، واعلم أنّ الله يقبل التوبة مهما تكرر الذنب، ويحب التوابين ويفرح بتوبتهم، وأن التوبة تمحو ما قبلها، فأبشر خيراً، وأحسن ظنك بربك، والطريق المشروع للتغلب على الشهوة لمن لا يقدر على الزواج هو الصوم مع حفظ السمع والبصر والبعد عن مواطن الفتن، وشغل الأوقات بالأعمال النافعة، مع الاستعانة بالله عز وجل، والاعتصام به، ولمعرفة بعض وسائل التغلب على الشهوة -بخلاف الصوم- راجع الفتوى رقم : 23231. والفتوى رقم : 7170.
والله أعلم.