الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنا لا نعلم آيات مخصوصة بهذا الشأن، ولكنه يشرع أن يقرأ المسلم سورة أو آية، ويسأل ربه ما شاء من قضاء حاجة، أو رقية؛ لعموم الحديث: من قرأ القرآن فليسأل الله به. رواه الترمذي وصححه الألباني.
وفي صحيح ابن حبان عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليها -وامرأة تعالجها أو ترقيها- فقال: عالجيها بكتاب الله. وصححه الألباني.
قال المباركفوري في تحفة الأحوذي: فليسأل الله به ـ أي فليطلب من الله تعالى بالقرآن ما شاء من أمور الدنيا والآخرة ـ أو المراد أنه إذا مر بآية رحمة فليسألها من الله تعالى، وإما أن يدعو الله عقيب القراءة بالأدعية المأثورة. اهـ.
وقال ابن القيم: وقد أخبر سبحانه عن القرآن أنه شفاء، فقال الله تعالى: ولو جعلناه قرآنا أعجميا لقالوا لولا فصلت آياته أأعجمي وعربي قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء {سورة فصلت: 44} وقال: وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين {سورة الإسراء: 82} ومن هنا لبيان الجنس، لا للتبعيض، فإن القرآن كله شفاء، كما قال في الآية المتقدمة، فلم ينزل الله سبحانه من السماء شفاء قط أعم ولا أنفع ولا أعظم ولا أنجع في إزالة الداء من القرآن .اهـ باختصار من الداء والدواء.
والله أعلم.