الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الشيطان من أشد أعداء الإنسان، وهو ملازم له، لأنه يجري منه مجرى الدم، فإذا غفل الشخص عن ذكر الله تعالى استحوذ الشيطان على قلبه وشرع في الوسوسة ليضله عن طريق الحق. قال تعالى: وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ [الزخرف:36].
فعلى المسلم أن يكثر من ذكر الله تعالى حتى يبتعد عنه الشيطان، لأنه يفر عند سماع ذكر الله تعالى، فقد ثبت في الصحيحين أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: إذا أذن بالصلاة أدبر الشيطان له ضراط حتى لا يسمع التأذين، فإذا سكت المؤذن أقبل، فإذا ثوب أدبر، فإذا سكت أقبل، فلا يزال بالمرء يقول له اذكر كذا لما لم يكن يذكر حتى لا يدري كم صلى.
ومما يرد كيد الشيطان الاستعاذة بالله تعالى منه، قال تعالى: فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ*إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ [النحل:98-99].
وبالنسبة للدعاء الذي سألت عنه، فلم نعثر عليه بعد البحث في مظانه، لكن ثبت أن جبريل ذكر للنبي -صلى الله عليه وسلم- دعاء لرد كيد المردة من الجن والشياطين. فقد أخرج الإمام مالك في الموطأ، وأحمد في المسند والنسائي في السنن، والطبراني في المعجم الكبير وغيرهم: جاءت الشياطين إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وفيهم شيطان معه شعلة نار يريد أن يحرق بها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فجاءه جبريل فقال يا محمد! قل ما أقول: قال: قل أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما خلق وذرأ وبرأ، ومن شر ما ينزل من السماء ومن شر ما يعرج فيها، ومن شر ما ذرأ في الأرض ومن شر ما يخرج منها، ومن شر فتن الليل والنهار، ومن شر كل طارق إلا طارقًا يطرق بخير يا رحمان، قال: فانطفأت نار الشياطين، قال وهزمهم الله.
والله أعلم.