الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنه يشرع للعبد سؤال الله تعالى أن ييسر له الأمر الفلاني، ويجعل فيه الخير، ويجوز له أن يستخير في الأمر، كما يجوز له الدعاء بتيسير ما يطلبه، وأن يجعل الله فيه الخير، ويدل لذلك ما روى ابن ماجه عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم علمها هذا الدعاء : اللهم إني أسألك من الخير كله، عاجله وآجله، ما علمت منه، وما لم أعلم، وأعوذ بك من الشر كله، عاجله وآجله، ما علمت منه وما لم أعلم، اللهم إني أسألك من خير ما سألك عبدك ونبيك، وأعوذ بك من شر ما عاذ به عبدك ونبيك، اللهم إني أسألك الجنة، وما قرب إليها من قول أو عمل، وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل، وأسألك أن تجعل كل قضاء قضيته لي خيرا. وفي رواية : وَمَا قَضَيْتَ لِي مِنْ قَضَاءٍ ، فَاجْعَلْ عَاقِبَتَهُ لِي رَشَدًا. والحديث صححه الألباني.
وفي الحديث : «إذا تمنى أحدكم فليتكثر فإنما يسأل ربه» وفي رواية «فليكثر» رواه الطبراني وصححه الألباني.
قال المناوي في التيسير بشرح الجامع الصغير (1/ 86) : (إِذا تمنى أحدكُم) خيرا (فليكثر) الْأَمَانِي (فَإِنَّمَا يسْأَل ربه) عز وَجل، فيعظم الرَّغْبَة، ويوسع المسألة، فَلَا يختصر وَلَا يقْتَصر، فَإِن خَزَائِن الْجُود سحاء اللَّيْل وَالنَّهَار. اهـ
والله أعلم.