الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فجزاك الله خيرًا على حرصك على طاعة الله، والتمسك بشرعه، ونسأل الله أن يسددك، ويثبتك على الحق، ويشرح صدرك، ويهديك لأرشد أمرك.
واعلمي أنّك ما دمت قد اعتقدت وجوب ستر الوجه، وشرح الله صدرك لهذا الأمر، فالواجب عليك ستر وجهك عن الرجال الأجانب، سواء كانوا من الأقارب -كأبناء عمّ الأب، أم غيرهم-، وسواء كانوا شبابًا أم شيوخًا.
ولا يجوز لك التهاون في هذا الأمر بسبب إساءة الظن بك من قبل بعض الأقارب، فليس هذا عذرًا يجعلك في حكم العاجز عن فعل الواجب، فبوسعك ستر وجهك، وتجاهل ظنونهم وكلامهم، ومن صدق في طلب مرضاة ربّه، أرضى الله عنه الناس، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مَنْ الْتَمَسَ رِضَا اللَّهِ بِسَخَطِ النَّاسِ، كَفَاهُ اللَّهُ مُؤْنَةَ النَّاسِ، وَمَنْ الْتَمَسَ رِضَا النَّاسِ بِسَخَطِ اللَّهِ، وَكَلَهُ اللَّهُ إِلَى النَّاسِ. رواه الترمذي.
وننصحك بالاجتهاد في دعوة أهلك، وأن تبيني لهم أحكام الشرع المتعلقة بالحجاب، والاختلاط، وغيرها، على أن يكون بيانك لهم برفق وأدب، مع الحرص على معاملتهم بخلق طيب، والإحسان إليهم، والدعاء لهم، مع عدم تعجّل النتيجة.
ويمكنك أن تطلعيهم على كلام أهل العلم بهذا الخصوص، وتتحيني الفرص لإسماعهم بعض المواعظ المؤثرة، والدروس النافعة، مع الاستعانة بالله تعالى، والتوكل عليه.
والله أعلم.