الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فكان الواجب على شركتك النصح في العمل وإنجازه على النحو المشروع, وقد أحسنت في نصحك للمسؤول فيها، وفي هذا إنكار للمنكر، وإظهار لعدم الرضى عنه من قبلك. وفي حديث أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان. رواه مسلم.
وما دمت قد فعلت ما يمكنك فعله، فلا يلحقك إثم؛ لقوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ {المائدة:105}.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: والاهتداء إنما يتم بأداء الواجب، فإذا قام المسلم بما يجب عليه من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كما قام بغيره من الواجبات، لم يضره ضلال الضُلاّل. انتهى.
وأما راتبك من شركتك فلا يلزمك التصدق بشيء منه؛ لأن التعاقد بينك وبينها على الزمن؛ سواء استعملتك كل الوقت أو بعضه ما دمت باذلا نفسك للعمل، فعليها دفع الراتب كاملا إليك.
وإن كان للشركة الأخرى من حق فهو في ذمة شركتك لا في ذمتك أنت.
والله أعلم.