الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالواجب عليك أن تبرّ أمّك، وتحسن إليها، ولا يجوز لك مقاطعتها أو ترك زيارتها دون عذر، فإنّ حقّ الأمّ على ولدها عظيم مهما أساءت إليه. وراجع الفتوى رقم : 103139والفتوى رقم : 171033.
فإذا لم يكن عليك ضرر حقيقي في زيارة أمّك فالواجب عليك زيارتها، وأمّا مجرد ضعف محبة الأم أو كرهها إذا لم يترتب عليه تقصير في حقها أو إساءة إليها، فلا مؤاخذة فيه - إن شاء الله- جاء في فتاوى نور على الدرب للعثيمين: هذه السائلة تقول فضيلة الشيخ من المسلم به بأن الحب هو شيء خارج عن إرادة الإنسان، وليس بيده. فهل يأثم الشخص إذا كان يحب أحد الوالدين دون الآخر ....؟
فأجاب رحمه الله تعالى: نعم الأمر كما قالت السائلة أن الإنسان لا يملك الحب أو البغض، فهو أمر يضعه الله تعالى في القلب، لكن الإنسان يجب عليه ألا يتأثر بهذا الحب إلا بمقدار الحكم الشرعي.
واعلم أنّ مقابلة السيئة بالحسنة مما يجلب المودة، ويقي شر نزغات الشيطان، قال تعالى: وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ {فصلت:34}، فإذا كان ذلك مع بعض الأعداء فكيف بالأم التي هي أرحم الناس بولدها؟!
والله أعلم.