الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن كانت زوجتك راضية ببقائها في عصمتك، مع إسقاط حقها من القسم، فهذا جائز لا مخالفة فيه للشرع ما دام برضاكما، قال ابن قدامة -رحمه الله-: ويجوز للمرأة أن تهب حقها من القسم لزوجها، أو لبعض ضرائرها، أو لهنّ جميعا، ولا يجوز إلا برضى الزوج؛ لأن حقه في الاستمتاع بها لا يسقط إلا برضاه، فإذا رضيت هي والزوج جاز؛ لأن الحق في ذلك لهما، لا يخرج عنهما ... وقد ثبت أن «سودة وهبت يومها لعائشة، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم لعائشة يومها ويوم سودة» متفق عليه.
ويجوز ذلك في جميع الزمان، وفي بعضه... ومتى رجعت الواهبة في ليلتها، فلها ذلك في المستقبل؛ لأنها هبة لم تقبض، وليس لها الرجوع فيما مضى.
والله أعلم.