الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله لك تمام الاستقامة، وأن يمنَّ عليك بالتوبة النصوح، ثم إننا نرجو أن يكون بكاؤك خلف هؤلاء الأئمة الحسنة أصواتهم إنما هو لأجل تأثرك بالقرآن، وهذا غير مستنكر، فإن الشخص قد يخشع لتلاوة إمام، ولا يخشع لتلاوة آخر، ومن ثم لم يكن هناك حرج في قصد المسجد لحسن صوت إمامه، كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 139482.
ولا يلزم أن يكون الباكي من خشية الله قوي الإيمان جدًّا، بل قد يحصل هذا لكل مسلم، وقد يحصل لكثير من العصاة إذا تذكروا ذنوبهم، فيبكون خوف العقاب.
وعلى كل حال؛ فنحن ننصحك بالتوبة النصوح، وأن تكف عما تقترفه من صغائر الذنوب، فإن الإصرار على الصغائر يصيرها كبائر، وقد تكون تلك الذنوب التي تستهين بها كبيرة في نفس الأمر، وأنت تحتقرها لعدم علمك بخطورتها، كما قال تعالى: وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ {النور:15}.
والله أعلم.