الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالحمد لله الذي تاب عليك، وأنقذك من الضلال، فعليك أن تشكر نعمة الله عليك بالهداية، وذلك بمزيد الاستقامة، والسير على وفق الشرع الشريف، واحذر المعاصي صغيرها والكبير، ولا تحقرن معصية فإن الصغائر بريد الكبائر -والعياذ بالله-.
ومما يذهب عنك قسوة القلب شهود الجنائز، وزيارة القبور، والتفكر في الموت، وما بعده من الأهوال العظام والخطوب الجسام، وشهود المحتضرين، وعيادة المرضى، والتأمل في حال المبتلين من عباد الله.
ومما يذهب عنك قسوة القلب كذلك لزوم ذكر الله على كل حال، وكثرة دعائه -سبحانه-، والتعوذ به من القلب القاسي، وإدامة الفكرة في أسمائه وصفاته -سبحانه-، وكثرة تلاوة القرآن بتدبر وخشوع، وتعلم العلم النافع، ومحاولة فهم كلام الله ورسوله صلى الله عليه وسلم بالإمعان في تدبره، وسؤال أهل العلم عنه، والبعد عن ملهيات الدنيا وشواغلها، والتقلل من فضول الكلام، والنظر، والمخالطة، والأكل والشرب، وتفريغ القلب للآخرة، وإدامة الفكرة فيها، والزهد في الدنيا، والتقلل منها، والعلم بسرعة زوالها ووشيك انتقالها، ومصاحبة أهل الخير، وحضور حلق الذكر، ومجالس العلم، فكل هذا مما يعينك إن شاء الله على ترقيق قلبك، والتخلص من قسوته -نسأل الله أن يرزقنا وإياك قلوبًا خاشعة مطمئنة بذكره-.
والله أعلم.