الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فما دام زوجك قد أذن لك في الخروج إلى العمل، ولم يشترط عليك أن تعطيه شيئًا منه، فلا حق له في شيء من راتبك، إلا أن تتبرعي له بطيب نفس، والبيت الذي اشتريتِه من مالك، ملك لك، لا حق للزوج فيه.
ولا يجوز لك الامتناع من إجابة زوجك إلى الفراش، ما لم يكن لك عذر، كمرض، أو حيض، أو صوم واجب، أو ضرر يلحقك من الجماع.
أما امتناعك من طاعته لقلة رغبتك في الجماع، أو نفورك من زوجك، فلا يجوز.
وإذا كنت مبغضة لزوجك بحيث لا تقدرين على القيام بحقّه، فيباح لك أن تختلعي منه، وإذا كان زوجك محبًّا لك غير راغب في فراقك، فلا يكون الأولى الفراق، ولكن الأولى أن تصبري عليه، قال الفتوحي الحنبلي -رحمه الله-: وَيُبَاحُ لِسُوءِ عِشْرَةٍ، ولِمُبْغِضَةِ تَخْشَى أَنْ لَا تُقِيمَ حُدُودَ اللَّهِ تعالى فِي حَقِّهِ، وَتُسَنُّ إجَابَتُهَا حَيْثُ أُبِيحَ، إلَّا مَعَ مَحَبَّتِهِ لَهَا، فَيُسَنُّ صَبْرُهَا، وَعَدَمُ افْتِدَائِهَا.
والذي ننصحك به أن تتفاهمي مع زوجك، وتصبري عليه، واعلمي أنّ حصول المودة بين الزوجين يحتاج إلى الصبر، وإلى التجاوز عن بعض الأخطاء، والتغاضي عن الزلات والهفوات، والنظر إلى الجوانب الطيبة في أخلاق الطرف الآخر، وأنّ عاطفة الحب ليست شرطًا لاستقرار الحياة الزوجية، قال عمر -رضي الله عنه- لرجل يريد أن يطلق زوجته معللًا ذلك بأنه لا يحبها: ويحك، ألم تبنَ البيوت إلا على الحب، فأين الرعاية؟ وأين التذمم؟ وقال أيضًا لامرأة سألها زوجها هل تبغضه؟ فقالت: نعم، فقال لها عمر: فلتكذب إحداكن، ولتجمل، فليس كل البيوت تبنى على الحب، ولكن معاشرة على الأحساب والإسلام.
والله أعلم.