الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فدين المسلم رأس ماله، فيجب عليه المحافظة عليه، وتجنب أسباب الفتنة، خاصة وأن له عدوا يعمل ليل نهار على غوايته، قال تعالى عن إبليس: قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِين {الأعراف17:16}، ومن هنا حذر الرب تبارك وتعالى من فتنته فقال: يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ {الأعراف:27}.
فإذا أردت السلامة، فاقطع علاقتك مع هذه المرأة، إذ لا تجوز مثل هذه العلاقات العاطفية خارج إطار الزواج الصحيح.
لكن مجرد كونها لا تزال مغرمة بك لا يؤثر على توبتك. واجتهد في تناسي ما حدث منك معها من مخالفات شرعية، فقد يستغل الشيطان تذكرك لها، ويوقعك في بعض العواقب السيئة كالقنوط من رحمة الله تعالى.
وأما الزواج منها فأمر آخر، فإن أسلمت، واستقامت على دين الله، وحسنت سيرتها، ورجوت أن يكون في زواجك منها خير، فقد يكون الأولى قبولك الزواج منها، خاصة وأنها مغرمة بك -كما ذكرت- ولعل هذا الزواج يعينها على الثبات على الدين. وإن لم ترتض الزواج منها فلا يلحقك إثم على كل حال.
ولمزيد الفائدة انظر الفتوى رقم: 9360، ففيها بيان كيفية علاج العشق.
والله أعلم.