الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فدعي عنك الوساوس ولا تبالي بها ولا تعيريها اهتماما، وأنت لم تخرجي من الإسلام أصلا بحمد الله، فالأصل بقاؤك عليه ولا تخرجين منه بمجرد هذه الأوهام وتلك الوساوس، فجاهدي هذه الوساوس واسعي في التخلص منها، فإن استرسالك معها يفضي إلى شر عظيم، كما أن من نطق بالشهادتين حكم بدخوله في الإسلام ما دام عالما بمعناهما، ولا يشترط تمام الاستحضار لهذا المعنى في أثناء النطق؛ بل يكفي مجرد النطق للحكم بالدخول في الإسلام، ولو قال: وحده لا شريك له لم يؤثر، وكان داخلا في الإسلام كذلك، على أنك لا تحتاجين إلى هذه المسائل أصلا لما قررناه من أنك لم تخرجي من الإسلام ابتداء؛ بل أنت على الملة والحمد لله. والله أعلم.