الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأنت ولا شك مصاب بالوسوسة، فعليك أن تتجنب هذه الوساوس وألا تبالي بها، ثم إن الأرض وما اتصل بها اتصال قرار كالشجر والبناء تطهر بالجفاف وبالشمس والريح عند كثير من أهل العلم، وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، فلو فرضنا صحة ما ذكرته من كون هذه الأسقف تتنجس بما ذكر فإنها تطهر بجفافها بالشمس والريح، كما تطهر بالمطر النازل عليها، ثم هذا المطر إن انفصل غير متغير بالنجاسة فهو محكوم بطهارته؛ كما في الفتوى رقم 170699، ثم إن الأصل في الأشياء كلها الطهارة، ولا يحكم بنجاسة شيء إلا إذا حصل اليقين الجازم الذي تستطيع أن تحلف عليه بتنجسه، ولا يحكم بالنجاسة بمجرد الشكوك والأوهام.
وعليه؛ فلا حرج عليك في العمل وتوابعه ولا في الصلاة والحال ما ذكر، وراتبك حلال - إن شاء الله - ولا داعي للاسترسال مع هذه الأوهام وتلك الخواطر الشيطانية.
والله أعلم.