الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلعلك تقصد الجملتين الواردتين في قول الله تعالى: وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ {الأعراف:66}، وقوله تعالى: وَإِنْ نَظُنُّكَ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ {الشعراء:186}، فإن كان الأمر كذلك فإننا لم نطلع على من ذكر فرقا بينهما من حيث المعنى. واللام في كل منهما واقعة موقعها الذي تقع فيه في مثل هذا التركيب، وليست هي لام قسم، بل هي في الآية الأولى لام ابتداء داخلة على خبر "إن" وهو جملة "نظنك". وهي في الآية الثانية اللام المعروفة عند النحاة باللام الفارقة يؤتى بها للفرق بين "إنْ" المخففة من الثقيلة وبين "إنْ" النافية، وأصل هذه أيضا أنها لام ابتداء، كما نص على ذلك جمع من أهل العلم. ومن أراد التوسع في هذا فليرجع إلى مظانه في كتب التفسير والنحو.
والله أعلم.