الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإذا رأيت الدم، فإنك تعدين حائضا حتى ينقطع، ولا بد من انقطاعه وانقطاع ما يتصل به من صفرة أو كدرة، ويحصل الطهر إما برؤية الجفوف، وهو: أن تدخلي القطنة الموضع، فتخرج نقية ليس عليها أثر من دم أو صفرة أو كدرة، ولا يضر وجود الرطوبات البيضاء، أو برؤية القصة البيضاء، وانظري الفتوى رقم: 118817.
فإذا شككت في حصول الطهر، فالأصل بقاء الحيض حتى تتيقني الطهر، وإذا تيقنت الطهر لم يجز لك تأخير الغسل، بل عليك أن تبادري به.
وإذا اغتسلت، ثم رأيت ما تشكين في كونه دما أو غيره، فالأصل بقاء الطهر وعدم رجوع الحيض، فلا تلتفتي إلى هذا الذي تشكين فيه.
وبه تعلمين أن تصرفك المذكور صحيح، لا حرج عليك فيه، هذا عن حكم مسألتك.
ويبقى أن نحذرك من الوساوس، ومن الاسترسال معها؛ فإن الاسترسال مع الوساوس يفضي إلى شر عظيم، فعليك أن تغتسلي بصورة عادية، وذلك بتعميم بدنك بالماء، فإذا غلب على ظنك وصول الماء إلى جميع أجزاء البدن، فقد طهرت، بذلك، فدعي الوساوس، ولا تبالي بها مهما وسوس لك الشيطان أنك لم تطهري ما يجب تطهيره، وانظري لبيان كيفية علاج الوساوس، الفتوى رقم: 51601.
والله أعلم.