الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنا نسأل الله لنا ولك العافية من الوسوسة وسائر الشرور، وقد ذكرنا في عدة فتاوى سابقة أن الواجب على من ابتلي بالوساوس أن يعرض عنها، وأن يشغل نفسه بما ينفعه في أمر دينه ودنياه؛ لئلا يفسح المجال للشيطان، وأن يكثر من الدعاء ليكشف الله عنه البلاء .
ومما يتعين كذلك إعراض الموسوس عن الاشتغال بهذه الوسائل التقنية التي يخشى وجود الباطل بها وهو لا يعلم، فينبغي الاشتغال بنصوص الوحيين وكتب السير والرقائق، وتوظيف الوقت في التعلم والدعوة الى الله تعالى .
ثم إن مجرد الشك في وجود مناقض للتوحيد في كلام لا تفهمينه لا يحصل به الكفر .
ولا يجوز نشر وتحميل ما يحتوي على منكرات شرعية، فضلا عن الكفر!! بحجة وجود منفعة مباحة فيها ونحو ذلك، ثم إن هذه المنافع يمكن تحصيلها من غير هذا الوجه ويكون خاليا عن الحرام، وأما إعادة نشر تغريدة أو فيديو يشتمل على الكفر فهو محرم إن كان ناشرها غير راض بما فيها من كفر، ولا يقصد دعوة الناس إليه، ولا يكفر بمجرد النشر، لكنه يأثم لترويجه ذلك، ولعونه على الإثم والعدوان. وانظري الفتاوى أرقام: 58454، 110559، 199179 .
واما إن كان ينشرها راضيا بما فيه من كفر، قاصدا ترويجه بين الناس وتزيينه لهم، فإنه يكفر بذلك. وانظر الفتويين: 25542 ، 185213
وأما والله أعلم.